مقدمــــــــة :
اعتمد الجيش الفرنسي و قادته إستراتجية الحرب الشاملة في تعاملهم مع الشعب الجزائري ، و كلن الهدف المنشود من راء هذه الاستراتيجية الإسراع في القضاء على تلك المقاومة المستميتة التي أظهرتها مختلف فئات الشعب و على جميع الأصعدة للهيمنة الأجنبية .و قد ازداد إصرار القادة الفرنسيون على انتهاج كل أنواع القهر و الإبادة و التدمير دون مراعاة أي وازع إنساني أو ديني أو حتى حضاري .وأزداد هذا الإصرار و تجذر في الوجدان الفرنسي مدني كان أو عسكري ، حتى أضحت يوميات و تقارير الفرنسيين لا تخلو دون سرد المذابح و الجرائم الفضيعة و الافتخار بها.
كما بقيت معالم الحرب الشاملة التي خاضتها الإدارة الاستعمارية الفرنسية ضد الشعب الجزائري ماثلة بكل أوجهها، من إبادة للجنس البشري و طمس معالم المجتمع الجزائري العربية و الإسلامية ،و هدم لمؤسساته الدينية و الثقافية و شن الحملات العسكرية دون هوادة ضد القبائل الرافضة للاستيطان، و ما ترتب عناه من أعمال تعسفية كالنفي و الإبعاد و التهجير و الحبس .و قد كان قادة و حكام فرنسا من عسكريين و مدنيين الذين تولوا تسيير شؤون الجزائر الأداة الفاعلة في تنفيذ هذه السياسة الوحشية ، مكرسين كل طاقتهم من أجل تثبيت الاحتلال و ترسخ دعائمه
الشهيد العربي بن مهيدي :
ولد سنة 1923 بضواحي عين مليلة . أنهى دراسته الابتدائية و الثانوية في مدينة بسكرة . عمل محاسبا في شركة الهندسة . تربى على حب الوطن . انظم إلى صفوف الكشافة الجزائرية . ساهم في الإعداد للثورة . عين قائدا للولاية الخامسة وهران . ثم عاد إلى العاصمة لينسق بين المناطق . أشرف على إضراب 7 أيام بالعاصمة . ألقى عليه الجيش الفرنسي القبض يوم 23 فيفري 1957 بمدينة الجزائر ، و استشهد في السجن تحت التعذيب يوم 3 مارس 1957 .
من أقواله الخالدة : قوله للجنرال الفرنسي بيجار أثناء استنطاقه " إننا سننتصر لأننا نمثل المستقبل الزاهر و أنتم ستنهزمون لأنكم تريدون إيقاف عجلة التاريخ "
الشهيد عميروش آيت حمودة :
ولد سنة 1927 بقرية تاسافت أوغمون ولاية تيزي وزو . أكمل دراسته الابتدائية في قريته . ثم انصرف إلى العمل لمساعدة أمه الأرملة .
كره المستعمر منذ صغره فكافحه . عين قائدا للولاية الثالثة ( منطقة القبائل ) . و هزم الجيش الفرنسي في كثير من المعارك حتى لقب بأسد جرجرة . كان كثير التنقل بين الولايات للتنسيق مع قادتها .
استشهد مع سي الحواس يوم 29 مارس 1959 بجيجل ثامر بضواحي بوسعادة بعد معركة ضارية مع العدو دامت يوما كاملا . استعمل فيها الجيش الفرنسي طائراته و مدافعه و عددا كبيرا من جنوده ، بينما كان العقيدان عميروش و سي الحواس رفقة عدد قليل من المجاهدين الذين يحملون أسلحة بسيطة .
الشهيدة حسيبة بن بوعلي:
ولدت سنة 1938 بمدينة الأصنام . أتمت دراستها الابتدائية و الثانوية بالجزائر العاصمة .
التحقت بصفوف جيش التحرير الوطني ككل زملائها الطلبة الجزائريين منذ بداية الثورة . شاركت في عمليات فدائية كثيرة في قلب الجزائر العاصمة . و ذلك بوضع المتفجرات في محلات الفرنسيين . في أكتوبر 1956 عرفت الشرطة الفرنسية دورها في الثورة ، فاضطرت أن تغادر منزل والديها و تعيش مع المجاهدين في ملاجئهم .
في 18 أكتوبر 1957 استشهدت مع علي لابوانت و عمار ياسف في منزل فجره الفرنسيون بحي القصبة .
الشهيد يوسف زيغود :
ولد سنة 1921 بقرية سمندو ولاية سكيكدة . نشأ يتيم الأب بعد شهور من ميلاده . نال الشهادة الابتدائية . ثم اشتغل حدادا و هو لم يبلغ 14 سنة من العمر . رأى ظلم الاستعمار لشعبه فكرهه ، و عزم على محاربته منذ صباه .
اشترك في التحضير للثورة المسلحة ، فقبضت عليه الشرطة الفرنسية سنة 1950 ، و لكنه استطاع أن يهرب من سجن عنابة .
بعد استشهاد صديقه ( مراد ديدوش ) في معركة قرب سمندو . خلفه في قيادة الولاية الثانية وذلك في 18 – 01 – 1955 . قاد المجاهدين في معارك هجوم شمال قسنطينة في 20 أوت 1955 . و حضر مؤتمر الصومام .
في 23 سبتمبر 1956 استشهد البطل يوسف زيغود بعد معركة عنيفة خاضها مع إخوانه المجاهدين قرب بلدية سيدي مزغيش ولاية سكيكدة .
الخاتمة:
وماتوا في سبيل جزائر العزة والكرامة في سبيل جزائر حرة مستقلة بعيدة عن ذل وعنف وتعذيب المستعمر الوحشي الفرنسي للجزائريين.
أسكنهم الله فسيح جنانه انشاء الله.